
تركز هذه الدراسة على الواقع المعاش لمجموعات محددة من النساء الفلسطينيات اللاجئات: المطلقات، الأرامل، المنفصلات و/ أو اللواتي لم يسبق لهن الزواج. ففي غياب الزوج أي الرجل (الذكر) المعيل، ينتهي الأمر بمعظم أولئك النساء الى الإعتماد في معيشتهن على أقرب رجل في العائلة. إن هذه الحالة من التبعية تجعلهن أكثر ضعفاً وتسبب عبئاً مادياً على عاتق عائلاتهن التي تعاني من الفقر الشديد في معظم الأحيان. وعلاوة على ذلك، تتمثل إحدى العقبات الرئيسة التي تحول دون دخول المرأة إلى سوق العمل في المجتمع الفلسطيني بالقيم الثقافية التي تعتبر دور المرأة داخل المنزل لا غنى عنه.
في هذا التقرير، نستكشف التحديات الهيكلية والثقافية التي تواجهها النساء المطلقات/ الأرامل ضمن بيئة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. كما نقدم تحليلاً لهذه العقبات التي نأمل أن تساعد المنظمات العاملة مع هذه الفئة المستهدفة في إيجاد حلول للتهميش الاجتماعي والإقتصادي بحيث تراعي الخصوصية والحساسية الثقافية لهذا المجتمع.
يستند الأساس المنطقي المعتمد في استهداف الفئات المذكورة أعلاه على تحاليل أجرتها جمعيتا “Cives Mundi” و”النجدة الإجتماعية” فيما يتعلق بإمكانية تحويل الأوضاع السلبية لهذه الفئة من النساء إلى إيجابية. ويمكن القول أنه من الممكن اعتبار السبب الرئيس في ضعفهن- أي غياب الرجل المعيل- كمسوّغ مقبول ثقافياً لحاجتهن إلى العمل. بتعبير آخر، إن ضعفهن وهشاشة أوضاعهن كنساء عازبات يمكن أن يشكل القناع الذي يغطي حركة تحريرهن إذا ما حصلن على فرص تدرّ عليهن الدخل بطريقة مناسبة. في نهاية المطاف، سوف تشكّل البيانات التي تم جمعها أساساً لتوليد ونشر البدائل والممارسات القويمة من أجل التوفيق بين الإلتزامات المنزلية التقليدية للمرأة الفلسطينية وحتمية عملها لإعالة نفسها وأسرتها على حد سواء.
لمتابعة القراءة إضغط هنا : من الاقصاء الى التمكين
لا يوجد تعليقات لـ “من الإقصاء إلى التمكين”